اقتصاد الكويت – من الأرقام إلى الرقمنة!

رنيم الحارثي
مال وأعمال
رنيم الحارثي12 ديسمبر 2023آخر تحديث : منذ 5 أشهر
اقتصاد الكويت – من الأرقام إلى الرقمنة!

يشهد العالم اليوم تحولًا كبيرًا نحو الاقتصاد الرقمي، حيث أصبحت التكنولوجيا الرقمية جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية. ففي مجال الأعمال، أصبحت التكنولوجيا الرقمية أداة مهمة لتحسين الإنتاجية وخفض التكاليف وزيادة الكفاءة. وفي مجال الخدمات، أصبحت التكنولوجيا الرقمية وسيلة لتقديم خدمات جديدة وتحسين الخدمات الحالية.

فلا مجال للشك أن اقتصاد الكويت يعتمد بشكل أساسي على النفط حيث تشكل إيرادات النفط القسم الأكبر من الناتج المحلي الإجمالي والصادرات الكويتية. وهذا يعني أن الاقتصاد الكويتي عرضة للتقلبات في أسعار النفط العالمية، مما قد يؤدي إلى عدم استقرار الاقتصاد الكويتي.

يشكل اعتماد اقتصاد الكويت على النفط كمصدر شبه وحيد للدخل تحديًا حقيقيًا أمام النمو الاقتصادي المستدام، حيث أن النفط عرضة للتقلبات في أسعاره والنضوب في المستقبل.

لذا، تبذل الكويت الكثير من الجهد نحو تطويع التكنولوجيا لاستدامة الاقتصاد حيث تعزز من نمو الصناعات الرقمية الحديثة والنهوض بالاقتصاد الرقمي. يعتمد الاقتصاد الرقمي على الخدمات والصناعات المرتبطة بتكنولوجيا المعلومات والاتصال، مثل وسائل التواصل الاجتماعي والتجارة الإلكترونية. ويتضمن ذلك استخدام البيانات والعمليات والأفكار والابتكارات من قبل مليارات المستخدمين، الذين يشكلون سوقًا كبيرًا للشركات.

أهمية التحول الرقمي للاقتصاد الكويتي

تتمتع الكويت بإمكانات كبيرة للتحول إلى اقتصاد رقمي. فبالإضافة إلى بنية تحتية قوية للاتصالات، تتمتع الكويت أيضًا بقاعدة سكانية نشطة على الإنترنت. كما أن الكويت لديها قطاع تكنولوجيا ناشئ ينمو بسرعة.

يمكن للتحول الرقمي أن يحقق العديد من الفوائد للاقتصاد الكويتي، بما في ذلك:

  •       زيادة الإنتاجية: يمكن أن تساعد التكنولوجيا الرقمية الشركات في تحسين الكفاءة التشغيلية، وبالتالي زيادة الإنتاجية.
  •       خلق فرص العمل: يمكن للاقتصاد الرقمي أن يخلق فرص عمل جديدة في قطاعات مثل التكنولوجيا والابتكار.
  •       جذب الاستثمارات الأجنبية: يمكن للاقتصاد الرقمي أن يجذب الاستثمارات الأجنبية من الشركات العالمية التي تبحث عن أسواق جديدة.

مفهوم الاقتصاد الرقمي

يمكن تعريف الاقتصاد الرقمي بأنه الاقتصاد الذي يعتمد بشكل أساسي على التكنولوجيا الرقمية. ويشمل هذا الاقتصاد مجموعة واسعة من الأنشطة الاقتصادية، مثل الخدمات المالية التي تتمثل في الخدمات المصرفية عبر الإنترنت والتجارة الإلكترونية، الخدمات الحكومية، الخدمات التجارية التي تتمثل في التجارة الإلكترونية والتسويق عبر الإنترنت. هذا إلى جانب الخدمات الترفيهية: مثل الألعاب الإلكترونية والبث المباشر.

هذه الأخيرة أصبحت أحد الخدمات الأكثر إقبالًا في الكويت وأصبحت صناعة الألعاب الإلكترونية على وجه التحديد ذات أهمية كبرى لدى الشعوب العربية. فهي تجلب الكثير من الإيرادات بفضل الأعداد الكبيرة من اللاعبين.

فالترفيه عبر العاب الفيديو الإلكترونية أصبح أحد المؤشرات اليومية للرقمنة في حياة المواطنين حيث يفضل الكثير من اللاعبين اللعب عبر مواقع الألعاب الفورية والتي من أبرزها موقع كازينو YYY اون لاين. يوفر الموقع ميزة اللعب الفوري على الإنترنت ويقدم لمحبي العاب الكازينو تشكيلة كبيرة من كافة الفئات منها السلوتس والبلاك جاك والروليت والمزيد. فوق ذلك، يحصل اللاعبين على جوائز نقدية عند الفوز في الألعاب المختلفة ويوفر خدمات الدعم الفني على مدار الساعة.

إلى جانب ذلك، يهتم اللاعبين في الكويت بالمنافسة على البطولات المختلفة في الألعاب الإلكترونية والتي يتم تنظيمها لتشجيع الشباب على المشاركة في هذه الألعاب التي أصبحت رياضة إلكترونية معترف بها.

هذه الصناعة الرقمية في الكويت ساهمت في تحويل اقتصاد الكويت من الأرقام التي تعتمد على النفط والمبيعات الخاصة به إلى رقمنة وصناعات رقمية حديثة تساهم في استدامة الاقتصاد مما يعود بالنفع على مؤسسات الدولة والمواطن والخدمات التي يحصل عليها.

خصائص الاقتصاد الرقمي في الكويت

أكد المجتمع الدولي على أهمية تحقيق الأهداف الإنمائية المستدامة السبعة عشر بحلول عام 2030، بما في ذلك الهدف الثامن المتعلق بالنمو الاقتصادي المستدام والشامل، والذي يركز على خلق فرص عمل لائقة وتحسين مستويات المعيشة. ولتحقيق هذا الهدف، من الضروري الارتقاء بمستوى التكنولوجيا والابتكار والتركيز على القطاعات ذات القيمة المضافة العالية.

كما يرتبط تحقيق الهدف الثامن بتحقيق الهدف التاسع المتعلق بإقامة البنى التحتية القادرة على الصمود والعابرة للحدود، وتحفيز التصنيع الشامل والمستدام. وبشكل عام، فإن الابتكار والتقدم التكنولوجي وتعزيز البحث العلمي من العوامل الأساسية اللازمة لإيجاد حلول دائمة للتحديات الاقتصادية والبيئية.

وفي هذا السياق، تضمنت رؤية الكويت 2035 التحول الرقمي كأحد ركائزها الأساسية، حيث تسعى الكويت إلى دفع اقتصادها نحو عصر المعرفة والرقمنة والابتكار. وتتمثل أهم خطوات التحول الرقمي في الكويت في تحويل الخدمات الحكومية إلى إلكترونية، وتبني العديد من التقنيات الحديثة، واعتماد نماذج أعمال جديدة تسهم في دفع عجلات التقدم في مختلف مجالات التجارة الرقمية.

توجه الكويت إلى رقمنة الاقتصاد يعود إلى بعض الخصائص التي يمتاز بها الاقتصاد الرقمي ومنها:

  •  السرعة: تتميز التكنولوجيا الرقمية بقدرتها على نقل المعلومات بسرعة كبيرة.
  • الشمولية: تجعل التكنولوجيا الرقمية من الممكن الوصول إلى المعلومات والمنتجات والخدمات من أي مكان في العالم.
  • التفاعلية: تسمح التكنولوجيا الرقمية للمستخدمين بالتفاعل مع المعلومات والمنتجات والخدمات بطريقة تفاعلية.

تركز أهداف التنمية المستدامة على تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية بشكل مستدام. ويمكن للاقتصاد الرقمي أن يساهم في تحقيق الكثير من الاهتمام للاقتصاد الكويتي. يمكن للاقتصاد الرقمي أن يساعد في تعزيز النمو الاقتصادي من خلال زيادة الإنتاجية وخلق فرص العمل، كما أنه يساعد في تحسين الرفاه الاجتماعي من خلال توفير الخدمات العامة والمنتجات والخدمات بأسعار معقولة. هذا إلى جانب حماية البيئة حيث يمكن للاقتصاد الرقمي أن يساعد في حماية البيئة من خلال تقليل الحاجة إلى السفر والنقل واستهلاك الموارد الطبيعية.

في الواقع، بدأت الكويت في التحول إلى اقتصاد رقمي منذ عدة سنوات. وقد تم تحقيق بعض التقدم في هذا المجال، من خلال مشاريع مثل: إنشاء الحكومة الإلكترونية حيث تم تحويل معظم الخدمات الحكومية إلى خدمات إلكترونية، تطوير البنية التحتية الرقمية حيث تم تحسين شبكات الاتصالات ونشر الإنترنت فائق السرعة. بالإضافة إلى دعم الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا.

رابط مختصر