أثناء وجوده في باريس لحضور ندوة نظمها بنك فرنسا وكوليج دو فرانستحت عنوان “الكساد العلماني”, وهي المرحلة التي عرفت فترة من النمو المنخفض وقعت فيها مجموعة من الاقتصادات المتقدمة، قدم الاقتصادي الأمريكي باري آيكينغرين نظرته عن عواقب انتخاب دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة. هذا المتخصص في النظام النقدي الدولي، و أستاذ في جامعة “بيركلي” في كاليفورنيا، كان أكثر قلقا حول العواقب الجيوسياسية من العواقب الاقتصادية.
و قال باري آيكينغرين في هذه الندوة: في المقام الأول بسبب الانتخابات الأميركية وظهور رئاسة دونالد ترامب. يمثل الرئيس الأمريكي الجديد أكبر تحد للنظام الاقتصادي والسياسي الذي بني بعد الحرب العالمية الثانية. ويستند هذا النظام على مؤسسات مثل صندوق النقد الدولي، ومنظمة التجارة العالمية، ومنظمة حلف شمال الأطلسي. والعديد من المنظمات التي تضمن تعاون الدول في أفضل الظروف. أما مع ترامب، فنحن نتساءل إذا كانت سوف لا تزال ستلعب هذه المنضمات دورها بشكل صحيح، أو ستصاب بالشلل بسبب توجهات الولايات المتحدة. وتسائل هل السياسة الأمريكية ستكون ثابتة وبناءة؟ ومن المرجح أن الجواب على هذا السؤال هو سلبي. ففي كل عام، الخبراء يدعون أننا مقبلون على فترة من عدم اليقين استثنائية، ولكن أعتقد أن في هذا الوقت تنبؤاتهم ستكون صحيحة.
وليست هذه هي العواقب الاقتصادية التي تخيفني أكثر من غيرها. بل أخشى أن الإدارة الأمريكية الجديدة ستعكف على معارك خطيرة جدا مع الصين و / أو مع كوريا الشمالية، والتي يمكن أن تؤدي إلى أعمال انتقامية ضد حلفاء الولايات المتحدة. وإنني أشعر بقلق عميق من التصريحات الأخيرة للسيد ترامب التي تقوض شرعية أنجيلا ميركل. هذا الأمر ضار جدا للمشروع الأوروبي ويضع الولايات المتحدة في معارضة المشروع. هذا الخطأ الفادح.